/م65
{ قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَة} وصف الملأ من هؤلاء بالكفر دون ملأ قوم نوح قيل لأنه كان فيهم من آمن ( كمرثد بن سعد ) كان يكتم إيمانه ، والسفاهة خفة الحلم وسخافة العقل ، وتنكيرها لبيان نوعها أو المبالغة بعظمها أي قالوا إنا لنراك في سفاهة غريبة أو تامة راسخة تحيط بك من كل جانب بأنك لم تثبت على دين آبائك وأجدادك ، بل قمت تدعو إلى دين جديد تحتقر فيه الأولياء الصالحين من قومك الذين اتخذت الأمة لهم الصور والتماثيل لتخليد ذكرهم ، والتقرب إلى الله تعالى بشفاعتهم ، روي عن ابن عباس وغيره أن عادا كانوا أصحاب أوثان يعبدونها ، اتخذوا أصناما على مثال أصنام قوم نوح ، وسيأتي نص الرواية في ذلك ، فبعث الله إليهم هودا وكان من قبيلة يقال لها الخلود إلخ ومثل قولهم هذا قال ويقول المنافقون والمشركون لدعاة الإصلاح من اتباع الأنباء:إنكم سفهاء لا ثبات لكم ، وإنكم حقرتم أولياءكم وآباءكم .
{ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِين} أي في دعوى الرسالة عن الله تعالى أكدوا ظنهم الآثم ، كما أكدوا ما قبله من تسفيههم الباطل ، وهو يتضمن تكذيب كل رسول إذ عبروا عن أصحاب هذه الدعوى بالكاذبين وجعلوه واحدا منهم .والظن هنا على معناه فلو قالوا إنهم يعلمون ذلك لكانوا كاذبين على أنفسهم فيما يحكون من اعتقادهم .وأما حكمهم عليه بالسفاهة فكان على اعتقاد باطل منهم ، ولذلك عبروا عنه بالرؤية التي بمعنى الاعتقاد .