قوله تعالى:{يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون}
قال البخاري: حدثنا علي بن عبد الله ،حدثنا سفيان ،عن عمرو ،عن ابن عباس رضي الله عنهما: لما نزلت{إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين} فكتب عليهم أن لا يفر واحد من عشرة ،فقال سفيان غير مرة: أن لا يفر عشرون من مائتين ،ثم نزلت{الآن خفف الله عنكم} الآية ،فكتب أن لا يفر مائة من مائتين ،وزاد سفيان مرة: نزلت{حرض المؤمنين على القتال إن يكون منكم عشرون صابرون} قال سفيان وقال ابن شبرمة: وأرى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثل هذا .
( الصحيح 8/161 – 162 ح 4652 – ك التفسير – سورة الأنفال ،ب الآية ) ،وأخرجه مسلم ( الصحيح 3/1431 ح 1805 – ك الجهاد ،ب غزوة الأحزاب ) .
وقال البخاري: حدثنا عبد الله بن محمد ،حدثنا معاوية بن عمرو ،حدثنا أبو إسحاق ،عن حميد قال: سمعت أنسا رضي الله عنه يقول: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق ،فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة ،فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم ،فلما رأى ما بهم من النصب والجوع قال: ( اللهم إن العيش عيش الآخرة ،فاغفر اللهم للأنصار والمهاجره ) .فقالوا مجيبين له:
نحن الذين بايعوا محمدا
على الجهاد ما بقينا أبد
( الصحيح 6/54 ح 2834 – ك الجهاد والسير ،ب التحريض على القتال وقول الله عز وجل الآية ) .
قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن النضر بن أبي النضر وهارون بن عبد الله ومحمد ابن رافع وعبد بن حميد – وألفاظهم متقاربة – قالوا: حدثنا هاشم بن القاسم: حدثنا سليمان – وهو ابن المغيرة – عن ثابت ،عن أنس بن مالك .قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيسة عينا ينظر ما صنعت عير أبي سفيان .فجاء وما في البيت أحد غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قال: لا أدري ما استثنى بعض نسائه "قال: فحدثه الحديث .قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم .فقال: ( إن لنا طلبة ،فمن كان ظهره حاضرا فليركب معنا ) فجعل رجال يستأذنونه في ظهرانهم في علو المدينة .فقال: ( لا ،إلا من كان ظهره حاضرا ) .فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه .حتى سبقوا المشركين إلى بدر .وجاء المشركون ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه ) فدنا المشركون .فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض ؟قال:
( نعم ) قال: بخ بخ .فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما يحملك على قولك بخ بخ ) قال: لا .والله !يا رسول الله !إلا رجاءة أن أكون من أهلها .قال: ( فإنك من أهلها ) فأخرج ثمرات من قرنه .فجعل يأكل منهن ،ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه ،إنها لحياة طويلة .قال: فرمى بما كان معه من التمر .ثم قاتلهم حتى قتل .
( الصحيح 3/1509 – 1511 ح 1901 – ك الإمارة ،ب ثبوت الجنة للشهيد ) .