المفردات:
حرض المؤمنين: حثهم وحضهم .
لا يفقهون: لا يدركون ولا يفهمون .
65 –{يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال ...} الآية .
يا أيها النبي ،رغب المؤمنين في القتال ،وبين لهم فضله وأجره ومنزلته ،وثواب الشهداء عند الله تعالى .
وقد كان القرآن حافلا بالحث على الجهاد وبيان فضله ،وكان المسلمون يقرءون سورة الأنفال عند الغزو ،أو كان أحدهم يقرؤها بصوت مرتفع ،تحريضا وتشجيعا ،وبثا لروح الحمية والدفاع .
كما حفلت السنة المطهرة ،ببيان ثواب الشهداء وفضل الجهاد والمجاهدين .
كما حفلت السنة المطهرة ،ببيان ثواب الشهداء وفضل الجهاد والمجاهدين .
وفي الحديث الشريف:"لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ،ولقاب قوس أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها "lvii .
وروى البخاري في صحيحه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية ،ولو رددت أن أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ،ثم أحيا ثم أقتل "lviii .
وفي صحيح مسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحرض أصحابه عند صفهم للقتال ،ومواجهة العدو ،كما قال لهم يوم بدر ؛حين أقبل المشركون في عددهم وعددهم:"قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض "فقال عمير بن الحمام: عرضها السماوات والأرض ،بخ بخ !!ثم تقدم فقاتل حتى قتل رضي الله عنهlix .
{إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين} .
أي: إن يكن منكم عشرون ،صابرون ،محتسبون أجرهم عند الله ؛يغلبوا مائتين .
وليس المراد منه الإخبار ،بل المراد الأمر: كأنه قال: فليصبروا وليجتهدوا ،وليثبتوا في مواقعهم .فهم بصبرهم ،وفقههم وإيمانهم ،ومعرفتهم بأسرار الحرب ،وأهدافها وغاياتها ،والإخلاص فيها ؛ألأهل لأن يغلبوا مائتين .
{وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا} .وترى أن القرآن اشترط الصبر ،وهو الثبات وتحمل المشاق ،والالتجاء إلى الله ،وإخلاص النية ،وتصحيح العقيدة .
{ذلك بأنهم قوم لا يفقهون} .
"أي: بسبب أنهم جهلة بالله تعالى واليوم الآخر ،لا يقاتلون احتسابا وامتثالا لأمر الله تعالى ،وإعلاء لكلمته ،وابتغاء لرضوانه ،كما يفعله المؤمنون .
وإنما يقاتلون للحمية الجاهلية ،اتباع خطوات الشيطان ،وإثارة ثائرة البغي والعدوان ؛فلا يستحقون إلا القهر والخذلان "lx .