قوله تعالى:{وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون}
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي:{وإن نكثوا أيمانهم} إلى{ينتهون} هؤلاء قريش .يقول: إن نكثوا عهدهم الذي عاهدوا على الإسلام وطعنوا فيه ،فقاتلهم .
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن سنان ،حدثنا أبو معاوية ،حدثنا الأعمش ،عن زيد بن وهب ،عن حذيفة قال: ذكروا عنده هذه الآية{فقاتلوا أئمة الكفر} قال: ما قوتل أهل هذه الآية بعد .
[ أخرجه الطبري في تفسيره [ 14/155 – 156 ح 16527 و 16528] من طريق الأعمش به ،ورجاله ثقات .وأخرجه بنحوه الحاكم في المستدرك [ 2/332] من طريق صلة بن زفر عن حذيفة ،ثم قال الحاكم:"حديث صحيح على شرط الشيخين "وأقره الذهبي ،وقد أخرجه بسياق آخر البخاري في [ الصحيح 4658 – ك التفسير – تفسير سورة التوبة ،ب{فقاتلوا أئمة الكفر} من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن زيد بن وهب ،ولفظه:
"قال: كنا عند حذيفة فقال: ما بقي من أصحاب هذه الآية إلا ثلاثة ،ولا من المنافقين إلا أربعة ،فقال أعرابي: إنكم أصحاب محمد تخبروننا فلا ندري ،فما بال هؤلاء الذين يبقرون بيوتنا ويسرقون أعلافنا ؟قال: أولئك الفساق .أجل ،لم يبق منهم إلا أربعة ،أحدهم شيخ كبير لو شرب الماء البارد لما وجد برده ".قال الحافظ:"والمراد بكونهم لم يقاتلوا أن قتالهم لم يقع لعدم وقوع الشرط ،لأن لفظ الآية{وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا} فلما لم يقع منهم نكث ولا طعن لم يقاتلوا "] .
[ فتح الباري 8/323] .
أخرج عبد الرزاق بسنده الحسن عن قتادة في قوله:{فقاتلوا أئمة الكفر] ،أبو سفيان بن حرب ،وأمية بن خلف ،وعتبة بن ربيعة ،وأبو جهل بن هشام ،وسهيل بن عمرو ،وهم الذين نكثوا عهد الله وهموا بإخراج الرسول .وليس والله كما تأوله أهل الشبهات والبدع والفرى على الله وعلى كتابه .