قوله تعالى{فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} .
قال البخاري: حدثنا سليمان بن حرب ،حدثنا شعبة ،عن أبي إسحاق قال: سمعت عبد الله بن معقل قال: سمعت عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"اتقوا النار ولو بشق تمرة ".
[ الصحيح 3/ 332- ك الزكاة ،ب اتقوا النار ولو بشق تمرة ح 1417] .
وانظر حديث البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه المتقدم تحت الآية [ 60] من سورة الأنفال:"الخيل ثلاثة ..".
أخرج البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الخيل لثلاثة: لرجل أجرٌ ،ولرجل سترٌ ،وعلى رجل وزر .فأما الذي له أجرٌ ،فرجل ربطها في سبيل الله ،فأطال لها في مرْج أو روضة ،فما أصابت في طيلها ذلك في المرج والروضة كان له حسنات ،ولو أنها قطعت طيَلها فاستنت شرفا أو شرفين ،كان آثارها وأرواثها حسنات له ،ولو أنها مرتْ بنهر فشربت منه –ولم يرد أن يسقي به- كان ذلك حسنات له ،فهي لذلك الرجل أجر ،ورجل ربطها تغنيا وتعفّفا ولم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها ،فهي له ستر .ورجل ربطها فخرا ورئاء ونواء فهي على ذلك وزر "فسُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحُمر ؟قال: ما أنزل عليّ فيها إلا هذه الآية الفاذة الجامعة{فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} .
[ الصحيح- التفسير ،ب قوله تعالى{فمن يعمل مثقال ذرة ..} 8/ 726ح 4962 .
قال ابن ماجة: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،ثنا خالد بن مخلد ،حدثني سعيد ابن مسلم بن بانك ،قال: سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير يقول: حدثني عوف بن الحارث عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا عائشة !إياك ومحقرات الأعمال فإن لها من الله طالبا ".
[ السنن 2/ 1417 ح 4243- ك الزهد ،ب ذكر الذنوب] قال البوصيري في الزوائد: هذا إسناد صحيح ،رجاله ثقات ،وأخرجه أحمد [ المسند 6/ 70] ،والدارمي [ السنن 1/ 395- ك الزكاة ،ب كراهية رد السائل بغير شيء] ،وابن حبان في صحيحه [ الإحسان 12/ 379 ح 5568] من طرق عن سعيد بن مسلم به ،وقال محقق الإحسان: إسناده صحيح على شرط البخاري ،رجاله رجال الشيخين .
وانظر سورة البقرة آية [ 83] وفيها حديث مسلم عن أبي ذر مرفوعا:"لا تحقرن منا المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ".
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس:{فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره} قال: ليس مؤمن ولا كافر عمل خيرا ولا شرا في الدنيا ،إلا آتاه الله إياه .فأما المؤمن فيرى حسناته وسيئاته ،فيغفر الله له سيئاته ،وأما الكافر فيرد حسناته ،ويعذبه بسيئاته .