ثمّ ينتقل الحديث إلى جزاء أعمال المجموعتين المؤمنة والكافرة ،الصالحة والطالحة .
{فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره} .
{ومن يعمل مثقال ذرة شرّاً يره} .
وهنا أيضاً تفسيرات مختلفة لرؤية الأعمال: هل هي رؤية جزاء الأعمال ،أم صحيفة الأعمال ،أو العمل نفسه .
ظاهر الآية يدل أيضاً على مسألة «تجسم الأعمال » ومشاهدة العمل نفسه ،صالحاً أم سيئاً ،يوم القيامة ،حتى إذا عمل ما وزنه ذرة من الذرات يره مجسماً يوم القيامة .
«مثقال » في اللغة بمعنى الثقل ،وبمعنى الميزان الذي يقاس به الثقل ،والمعنى الأوّل هو المقصود في الآية .
و«الذرة » ذكروا لها معاني متعددة من ذلك النملة الصغيرة ،والغبار الذي يلصق باليد عند وضعها على الأرض ،وذرات الغبار العالقة في الجو التي تتّضح عندما تدخل حزمة ضوء من ثقب داخل غرفة مظلمة .
والذرة تطلق اليوم على أصغر جزء من أجزاء المادة ،والتي منها تصنع «القنبلة الذرية » ،مع احتفاظه بخواص المادة الأصلية ،ولا ترى بأقوى المجاهر ،وتشاهد آثارها فقط ،وتعرف خواصها بالمحاسبات العلمية .
مهما كان مفهوم الذرة فهو هنا أصغر وزن .
هذه الآية على أي حال تهزّ كيان الإنسان الواعي من الأعماق ،وتشير إلى أنّ حساب اللّه في ذلك اليوم دقيق وحساس للغاية .وميزان أعمال النّاس دقيق إلى درجة يحصي أقلّ أعمال الإنسان .
/خ8