قوله تعالى:{ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون 62 الذين آمنوا وكانوا يتقون 63 لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكمات الله ذالك هو الفوز العظيم}{ألا} ،أداة استفتاح .والأولياء جمع ومفرده الولي .وهو في اللغة بمعنى النصير والمحب والصديق والجار والتابع والمعتق والحليف{[2008]} .
والمراد به هنا: المؤمن المخلص المستقيم .فأولياء الله: هم أنصاره الذين عبدوه مخلصين له الدين وأطاعوه مبادرين مخبتين .وهو مفسر بقوله في الآية الأخرى:{الذين آمنوا وكانوا يتقون} فهؤلاء هم أولياء الله ؛إنهم آمنوا إيمانا صحيحا لا زيغ فيه ولا تردد ولا نقص ؛إنه الإيمان الحقيق المستبين على ملة الإسلام دون غيره من الملل المصطنعة أو المزعومة أو المفتراة أو المحرفة .وهم كذلك يتقون الله ؛أي يخافون الله فيبادرون بطاعته ومجانبة عصيانه ،أولئك هم أولياء الله{لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}{أولياء الله} هم أنصاره{لا خوف عليهم} في الآخرة من عقاب الله ؛فلا يخشون مما يستقبلونه من أهوال القيامة وعرصات المحشر .وهم أيضا لا يحزنون على ما فاتهم من الدنيا ،وقوله:{الذين آمنوا} في محل نصب صفة لاسم إن ،أو للبدل منه وذلك في قوله:{ألا إن أولياء الله} ويجوز الرفع ؛لأنه مبتدأ .و{لهم البشرى} خبره{[2009]} .