قوله تعالى:{ألا إن لله من في السموات والأرض وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون} كل شيء في هذا الوجود مملوك لله ؛فما من حجر ولا مدر ولا بشر ولا صنم ولا وثن إلا هو في ملك الله يتصرف فيه كيف يشاء ،فكيف يليق بذي عقل أن يعبد شيئا من هذه الكائنات وهي مملوكة لبارئها سبحانه ؟!وفي ذلك تنديد بالذين يعيدون غير الله من المخاليق على اختلاف أسمائها وأنواعها .تنديد بالسفهاء والمضللين الذين يذرون عبادة الرب ويذعنون للمربوب .ساء ما يفعلون .
قوله:{وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء} ما: أداة نفي .والمعنى: أن هؤلاء المشركين لا يعبدون آلهة على الحقيقة وإن كانوا يسمونها آلهة ،ولكنهم يعبدون أوهاما يظنون حقيقة .وهو قوله:{إن يتبعون إلا الظن} فهم سادرون في وهمهم وضلالتهم .
وقيل: ما ،للاستفهام .يعني: وأي شيء يتبع هؤلاء المشركون الضالون ؟وذلك على سبيل التوبيخ لهم والرازية .ثم أجاب{إن يتبعون إلا الظن وإن هم يخرصون} أي ما يتبع هؤلاء يقينا بل يظنون ظنا واهما .وما هم إلا يخبطون في التخريص وهو الحدس والتخمين والكذب{[2011]} .