القول في تأويل قوله تعالى:أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ (66)
قال أبو جعفر:يقول تعالى ذكره:ألا إن لله يا محمد كلَّ من في السموات ومن في الأرض ، ملكًا وعبيدًا ، لا مالك لشيء من ذلك سواه. يقول:فكيف يكون إلهًا معبودًا من يعبُده هؤلاء المشركون من الأوثان والأصنام، وهي لله ملك، وإنما العبادة للمالك دون المملوك، وللرب دون المربوب؟، (وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء)، يقول جل ثناؤه:وأيُّ شيء يتبع من يدعو من دون الله،يعني:غير الله وسواه،شركاء. ومعنى الكلام:أيُّ شيءٍ يتبع من يقول لله شركاء في سلطانه وملكه كاذبًا، والله المنفرد بملك كل شيء في سماء كان أو أرض؟، (إن يتبعون إلا الظن) ، يقول:ما يتبعون في قيلهم ذلك ودعواهم إلا الظن، يقول:إلا الشك لا اليقين (54)، (وإن هم إلا يخرصون) ، يقول:وإن هم إلا يتقوّلون الباطل تظنِّيًا وتَخَرُّصا للإفك ، (55) عن غير علمٍ منهم بما يقولون.
--------------------------
الهوامش:
(54) انظر تفسير "الظن "فيما سلف من فهارس اللغة ( ظنن ) .
(55) في المطبوعة:"تظننا "وأثبت ما في المخطوطة معجما ، على قلة إعجام الحروف فيها .
"والتظني "، هو "التظنن "، وإنما قلبت نونه الآخرة ياء لتوالي النونات وثقل تواليها ، وهو كثير فاش في كلام العرب .