القول في تأويل قوله تعالى:وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (65)
قال أبو جعفر:يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:لا يحزنكَ ، يا محمد ، قول هؤلاء المشركين في ربهم ما يقولون، وإشراكهم معه الأوثان والأصنام (50)،فإنّ العزة لله جميعًا، يقول تعالى ذكره:فإن الله هو المنفرد بعزة الدنيا والآخرة ، لا شريك له فيها، وهو المنتقم من هؤلاء المشركين القائلين فيه من القول الباطل ما يقولون، فلا ينصرهم عند انتقامه منهم أحدٌ، لأنه لا يُعَازُّه شيء (51)، (هو السميع العليم) ، يقول:وهو ذو السمع لما يقولون من الفرية والكذب عليه، وذو علم بما يضمرونه في أنفسهم ويعلنونه، مُحْصًى ذلك عليهم كله، وهو لهم بالمرصاد. (52)
* * *
وكسرت "إن "من قوله:(إن العزة لله جميعًا) لأن ذلك خبرٌ من الله مبتدأ، ولم يعمل فيها "القول "، لأن "القول "، عني به قول المشركين، وقوله:(إن العزة لله جميعًا) ، لم يكن من قِيل المشركين، ولا هو خبرٌ عنهم أنهم قالوه. (53)
-------------------
الهوامش:
(50) انظر تفسير "الحزن "فيما سلف 10:108 ، تعليق:5 ، والمراجع هناك .
(51) انظر تفسير "العزة "فيما سلف 10:421 ، تعليق:3 ، والمراجع هناك .
(52) انظر تفسير "السميع "و "العليم "فيما سلف من فهارس اللغة ( سمع ) ، ( علم ) .
(53) انظر معاني القرآن للفراء 1:471 ، 472 وفيه تفصيل موقع "إن "بعد "القول "وشبهه .