ولذلك قال سبحانه:{إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير} استثنى الله الإنسان الذي وصفه بهاتين الصفتين وهما الصبر وعمل الصالحات .فالمؤمنين الصابرون العاملون الصالحات لا جرم أنهم جادون وقورون في كل الأحوال ،سواء في اليسر أو العسر ،في المنشط أو المكره .وهم إن غشيتهم شدة أو بأساء صبروا واحتلموا ولم يعطفهم ذلك عن طاعة الله والاعتصام بحبله المتين .وإن أصابهم الرخاء والنعمة شكروا الله على ما من به عليهم ،غير ذاهلين ولا مفرطين ،وأولئك يغفر الله لهم ذنوبهم فيمحوها بفضله ورحمته ،ولهم منه جزيل الجر والمثوبة{[2059]} .