قوله:{ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولون ذهب السيئات عني} لئن من الله على الإنسان بالنعمة من بسطه العيش والرزق بعد ما أصابه العسر والشدة وضيق العيش ،فلسوف يقول –مباهيا مسرورا- ذهب عني الضيق والعسر ،وزالت عني الشدائد والمكاره{إنه لفرح فخور} فرح وفخور ،كلاهما مبالغة في الفرح والفخر ،وذلك هو ديدن المشركين والمنافقين والخائرين من ضعقة المسلمين ،إذا أصابهم الرخاء بعد الشدة ،أو الغنى بعد الفقر ،أو العسر بعد اليسر ؛فإنهم إذ ذالك يغمرهم السرور البالغ ،وتستحوذ عليهم البهجة العاصفة ،فيهتفون هتاف المفاخر الجذلان بشدة فرحهم وسرورهم .
لكن المسلمين الصادقين المخبتين أجدر أن يكونوا في كل أحوالهم وسلوكهم من أهل الجد والوقار والرزانة ؛فلا تستخفهم بهجة الفرح المغالي ،ولا تستحوذ عليهم زهرة الدنيا بمتاعها الداثر وزينتها الفانية .