/م8
{ ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته} النعماء بالفتح اسم من أنعم عليه إنعاما- كالنعمة بالكسر والنعمى بالضم- وهي ما يقابله بالضراء من الضر أي يقابل به النفع ، ولم ترد النعماء في التنزيل إلا في هذه الآية .وهذه الإذاقة أخص مما قبلها ، وهي تتضمن كشف الضراء السابقة وإحلال ما هو ضدها محلها ، كالشفاء من المرض وزيادة العافية والقوة السابغة ، والمخرج من العسر والفقر ، إلى سعة الغنى واليسر ، والنجاة من الخوف والذل ، إلى بحبوحة المنعة والعز ، يقول تعالى ولئن منحنا هذا الإنسان اليئوس والكفور نعماء أذقناه لذتها ونعمتها ، بعد ضراء مسته باقترافه لأسبابها ، إثر كشفها وإزالتها .
{ ليقولن ذهب السيئات عني} أي ذهب ما كان يسوءني من المصائب والضراء فلن تعود ، فما هي إلا سحابة صيف تقشعت فعلي أن أنساها بالتمتع باللذات{ إنه لفرح فخور} أي إنه في هذه الحالة لشديد الفرح والمرح الذي يهيجه البطر بالنعمة ، ومبالغ بالفخر والتعالي على الناس والاحتقار لمن دونه فيها ، فهو لا يقابلها بشكر الله عليها .
روي أن هذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة المخزومي ، وقيل في عبد الله بن أمية المخزومي ، والمراد أنها موافقة لحالهما ، وهي إنما نزلت في ضمن السورة لبيان حالة الناس العامة ولذلك استثنى منها قوله تعالى:إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير ( 11 )}
/خ11