/م8
{ ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة} هذا وما بعدها بيان لحال الإنسان في اختبار الله له في قوله:{ ليبلوكم أيكم أحسن عملا} أي لئن أعطيناه نوعا من أنواع النعمة رحمة منا مبتدأة أذقناه لذتها ، فكان مغتبطا بها ، كالصحة والأمن وسعة الرزق والولد البار{ ثم نزعناها منه} بما يحدث من الأسباب بمقتضى سنتنا في الخلق من مرض وعسر وفتن وموت{ إنه ليئوس كفور} أي إنه في هذه الحال لشديد اليأس من الرحمة ، قطوع للرجال من عودة تلك النعمة ، كثير الكفران لغيرها من النعم التي لا يزال يتمتع بها ، فضلا عما سلف منها ، فهو يجمع بين اليأس مما نزع منه ، والكفر بما بقي له لحرمانه من فضيلتي الصبر والشكر .
/خ11