قوله تعالى:{ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناه منه إنه ليئوس كفور 9 ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عنى إنه لفرح فخور 10 إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة واجر كبير} اللام في{ولئن} موطئة لقسم مقدر ،وليست جوابا للقسم .وإنما جوابه قوله:{إنه ليئوس كفور} وأغنى جواب القسم عن جواب الشرط{[2058]} .والمعنى: لئن مننا على الإنسان برحمتنا فبسطنا عليه من رخاء العيش وسعة الرزق ثم سلبنا ذلك كله منه بما اجتاحه من المصائب{إنه ليئوس كفور} ينقلب يائسا قنوطا شديد الكفران ،يجحد نعمة ربه فلا يشكرها .وذلك هو ديدن المشركين والمنافقين والخائرين من ضعفه المسلمين الذين يعبدون الله على حرف فإن أصابتهم نعمة طاروا بها فرحا ،وإن أصابهم بلاء استيأسوا من رحمة الله وجحدوا –مبادرين- نعمته وفضله ،ونسوا ما من الله به عليهم قبل ذلك من الخير .