قوله:{فإلم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله} فإن لم يستجب لكم أعوانكم من الأنداد والشركاء الذين تعبدونهم ،للإتيان بعشر سور مثل هذا القرآن مختلفات ولم تطيقوا أنتم وإياهم الإتيان بذلك ؛فاعلموا واستيقنوا أن هذا القرآن أنزله الله ،وأنه معجز ،وأن محمدا لم يختلقه ولا يقدر على اختلاقه .
واعلموا أيضا أن منزل هذا القرآن المعجز لهو الله وليس من إله غيره ؛فهو وحده الإله المعبود ،فاعبدوه وأطيعوه ،واخلعوا الأنداد والشركاء المصطنعين ؛لتتوجهوا بقلوبكم ونواصيكم إلى الله وحده دون احد سواه{فهل أنتم مسلمون} الاستفهام للأمر .وفيه استثارة لأذهان المشركين ومشاعرهم كيما يستجيبوا للحق .
والمعنى:{هل أنتم مذعنون لله بالإيمان والطاعة وإخلاص العبادة بعد الذين تبين لكم من بالغ الحجة وقاطع البرهان ؟!{[2063]}