قوله تعالى:{وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم 41 وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن من الكافرين 42 قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين} .
{مجراها} ،في موضع رفع مبتدأ ،وخبره:{بسم الله} .والتقدير ك باسم الله إجراؤها وإرساؤها .وقيل غير ذلك{[2095]} .
وهذا إخبار من الله عن نبيه نوح عليه السلام ؛إذ قال للذين آمنوا معه ،يأمرهم بالركوب في السفينة{اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها} ،{مجراها} أي جريها على سطح الماء ،و{مرساها} بمعنى رسوها .رست رسوا ومرسى .ورسا الشيء: ثبت .والرواسي من الجبال: الثوابت الرواسخ ،واحدثها راسية{[2096]} .والمراد بمرساها: أنها بلغت منتهى سيرها وهو رسوها .
قوله:{إن ربي لغفور رحيم} الله غفار للذنوب ،يتجاوز عن خطايا المسيئين والعاصين ،وهو أيضا رحيم بعباده المؤمنين الطائعين .ومن رحمته أن نجى هؤلاء الذين في السفينة ؛فهم ما بين مؤمن مقر لله بالوحدانية ،أو بهيمة عجماء لا ذنب لها وما عليها من حساب ،ويريد الله ألا ينقطع أصلها من الدنيا .