وقوله تعالى:{قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب اليم} قال الله عز وعلا لنبيه نوح عليه السلام: أن اهبط من السفينة إلى الأرض بعد أن ابتلعت الأرض الماء وحفت{بسلام منا} أي يأمن وسلامة من الغرق .أو اهبط بتحية منا{وبركات عليك وعلى أمم ممن معك} والبركات تعني الخيرات النامية وهي في حق نوح كثرة ذريته ،فقد دخل في هذا كل مؤمن من ذرية نوح إلى يوم القيامة{وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم}{أمم} خبر مبتدأ محذوف .والتقدير .ومنهم أمم .وقيل: وتكون أمم .والمراد بذلك من صار كافرا من ذرية نوح إلى يوم القيامة .
وذلك إخبار من الله عما هو فاعل بأهل الشقاء من ذرية نوح ؛وذلك أن قرونا وأجيالا من ذريته سيمتعهم الله في الدنيا بما يتمتعون به من عيش عاجل حتى إذا قضوا ،أذاقهم الله العذاب الأليم في الآخرة بما قدموه في حياتهم الدنيا من الخطايا والمعاصي .