مهبط السلام
{قِيلَ يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ} فقد منحه الله نعمة السلام الروحيّ المتمثل في الطمأنينة النفسية التي تشيع في داخله ،والسلام الإلهيّ الذي يتمثل في رحمة الله المرفرفة حوله .كما أعطاه نعمة البركات الفيّاضة التي تجعل منه عنصر خير ونفع للناس وللحياة من حوله ،{وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ} أي واهبط أنت وأمم معك بسلام منا وبركات ،لأنهم اتبعوك وآمنوا بك ،وشاركوك في خط جهادك الطويل ،فكان لهم من الخير والثواب ما كان لك ،{وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ} وهذه جملة مستأنفةً تشير إلى أن المستقبل سيتمخّض عن أممٍ أخرى لا تؤمن بك وبالرسالات والرسل من بعدك ،بل تتحرك في خط الكفر والضلال والعصيان ،وسنمتّعهم ما امتدت بهم الحياة التي قدّرناها لهم ،ولكنهم لن يفلتوا من العقاب ،مهما امتدّ بهم العمر ،وأقبلت عليهم الحياة ،بل سيواجهون نتائج المسؤولية وجهاً لوجه يوم القيامة{ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} .