قوله:{كأن لم يغنوا فيها} أي كأن لم يكونوا أحياء في ديارهم ولم يعيشوا ؛فقد أتت عليهم الصيحة فأزهقتهم إزهاقا وبددتهم شر تبديد فصاروا أثرا بعد عين .وذلك شان الظالمين من الأمم الضالة الجاحدة الذين يخالفون منهج الله ويحاربون الله ورسوله ،ويؤذون المؤمنون الصادقين من عباد الله .لا جرم أن الله آتاهم بالعذاب في هذه الدنيا قبل عذاب الاخرة .
قوله:{ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود}{ألا} ،للتنبيه .والبعد ،هنا بمعنى الهلاك أو اللعن والإبعاد من الخير والرحمة ؛أي هلك قوم مدين كما هلكت ثمود ،أو ألا أبعد الله مدين من رحمته كما بعدت ثمود بما حل بهم من النقمة والعذاب{[2170]} .