أما قوله:{ كما بَعدت ثمود} فهو تشبيه البعد الذي هو انقراض مدين بانقراض ثمود .ووجه الشبه التّماثل في سبب عقابهم بالاستئصال ،وهو عذاب الصيحة ،ويجوز أن يكون المقصود من التّشبيه الاستطراد بذمّ ثمود لأنهم كانوا أشدّ جرأة في مناواة رسل الله ،فلمّا تهيأ المقام لاختتام الكلام في قصص الأمم البائدة ناسب أن يعاد ذكر أشدّها كفراً وعناداً فَشُبّهَ هلك مدين بهلكهم .
والاستطراد فَنّ من البديع .ومنه قول حسّان في الاستطراد بالهجاء بالحارث أخي أبي جهل:
إن كنت كاذبة الذي حدثتني *** فنجوت منجَى الحارث بن هشام
ترك الأحبّة أن يقاتل دُونهم *** ونَجا برأس طمرّة ولجــــام