قوله:{وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ}{جهزهم} ،أي هيأ لهم أهبة السفر{[2259]} .والمراد بالجهاز هنا: الطعام الذي امتاروه من عنده .وقد أوقر يوسف لإخوته أباعهم من الطعام فأوقر لكل واحد منهم بعيره وقال لهم:{ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ} وذلك لكي أوقر لكم بعيرا آخر فتزدادوا به حمل بعير آخر .
وقد ذكر عن ابن عباس قوله: إن يوسف قال لترجمان: قل لهم: لغتكم مخالفة للغتنا وزيكم مخالف لزينا فلعلكم جواسيس .فقالوا: والله ما نحن بجواسيس بل نحن بنو أب واحد فهو شيخ صديق .قال: فكم عدتكم ؟قالوا: كنا اثني عشر فذهب أخ لنا إلى البرية فهلك فيها .قال: فأين الآخر ؟قالوا: عند أبينا .قال: فمن يعلم صدقكم ؟قالوا: لا يعرفنا هاهنا أحد ،وقد عرفناك أنسابنا فبأي شيء تسكن نفسك إلينا ؟فقال يوسف:{ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ} إن كنتم تصدقون فيما تقولون .
قوله:{أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ} أي أتمم الكيل ولا أبخس الناس منه شيئا .وأنا أنزلكم خير منزل وأستضيفكم خير ضيافة .وهو بذلك يرغبهم في الرجوع إليه