وكان عليه السلام بالغا في تسامحه وإحسانه ؛فقد عفا عنهم وصفح ؛إذ خاطبهم{لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ}{تثريب} اسم لا النافية للجنس .و{عليكم} خبرها .والتثريب: اللوم والعتب والتأنيب ،أو التعبير بالذنب{[2291]} .والمقصود: أن يوسف عليه السلام أجابهم بسجيته الكريمة وطبعه المتسامح والودود ،وخلقه العظيم المفضال: إنه لا لوم عليكم ولا تعبير ولا عقوبة ،فلا أقربكم اليوم ولا في غيره من الأيام بتعبير أو عتب{يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ} دعا الله لهم بالمغفرة والستر لما فرط منهم من خطيئة أو ذنب{وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} بعد أن دعا الله لهم بالمغفرة والإحسان أثنى على الله بما هو أهله ؛إذ اخبر عن صفة من صفات الله وهي أنه تعالى أحرم الرحمين ؛فهو سبحانه بفيض رحمته وجميل فضله وإحسانه يتجاوز عن المسيئين والمذنبين والخاطئين{[2292]} .