لذلك أعلمهم بأن الذنب قد غفر فرفع عنهم الذم فقال:{ لا تثريب عليكم} .
والتثريب: التوبيخ والتقريع .والظاهر أن منتهى الجملة هو قوله:{ عليكم} ،لأن مثل هذا القول مِمّا يجري مجرى المثل فيُبنى على الاختصار فيكتفي ب{ لا تثريب} مثل قولهم: لا بأس ،وقوله تعالى:{ لا وزر}[ القيامة: 11] .
وزيادة{ عليكم} للتأكيد مثل زيادة{ لَك} بعد ( سقياً ورعياً ) ،فلا يكون قوله:{ اليوم} من تمام الجملة ولكنه متعلق بفعل{ يغفر الله لكم} .
وأعقب ذلك بأن أعلمهُم بأن الله يغفر لهم في تلك الساعة لأنها ساعة توبة ،فالذنب مغفور لإخبار الله في شرائعه السالفة دون احتياج إلى وحي سوى أن الوحي لمعرفة إخلاص توبتهم .
وأطلق{ اليوم} على الزمن ،وقد مضى عند قوله تعالى:{ اليوم يئس الذين كفروا من دينكم} في أول سورة العقود ( 3 ) .