{ لا تثريب عليكم اليوم} ، التثريب ، اللوم والتوبيخ ، والرمي بالعار ، وقد روي عن قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال:"إذا زنت أمة أحدكم ، فليجلدها الحد ولا تثريب عليها "{[1337]} ، أي لا توبيخ ولا رمي عليها بالخزي حتى لا تصاب بالهوان ، فتسهل الجريمة عليها ، ومعنى{ لا تثريب عليكم اليوم} ، أنه في اليوم الذي بدا نصر الله ، وإعزازه لمن كنتم تريدون له الضياع أو الهوان ، والرق ، فإن ذلك يكفيكم عبرة ، وبيانا لسوء مغبة أفعالكم ، وأحقادكم ، فلا توبيخ أكثر من معرفة النتيجة ، ولكن بدل التوبيخ ، واللوم محبة الإخوة ، ومودة الأهل ، ولذا قال بعدها ،{ يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين} ، يطلب من الله تعالى لهم مما ساءوا إليه ، والرحمة بهم عامة ، وهكذا يكون الصفح الجميل الخالي من المن به ، واللوم على ما فعلوا ، فاستجاب حقا لأمر الله تعالى لأنبيائه{. . . .فاصفح الصفح الجميل85} ( الحجر ) ، ثم تلفت إلى أبيه وقد أعلمه الله تعالى بحاله ، وكيف ابيضت عيناه من الحزن ، فقال لهم: