قوله تعالى:{الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ 20 و الَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ 21 والَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ}{الَّذِينَ} بدل من{أولوا} أو صفة له .وبين الله في هذه الآيات صفات المؤمنين الذين يطيعون ربهم ويلتزمون وأوامره وأحكام شرعه بأن{لهم عقبى الدار} وهذا خبر .والمبتدأ قوله:{الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ} المراد عموم العهد ،ليتناول جميع العهود التي يناط بالمسلم أن يفي بها وفاء كاملا من غير تفريط ولا مداهنة .
ويدخل في ذلك ما فرضه الله على عباده من أوامر وأحكام ،وما نهاهم عنه من المعاصي والأحكام .وكذلك ما يقطعه المسلم على نفسه من العهود للآخرين سواء كانوا من المسلمين أو الكافرين .
قوله:{وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ} جملة توكيد للجملة التي قبلها ؛فالعهد معناه الميثاق ،ويلزم من إيفاء العهد انتفاء نقيضه .والمراد التذكير بصفات المسلمين الصادقين ؛فإن من صفاتهم وفاءهم بالعهد وعدم نقضه ؛فإن نقض العهد ليس من سجايا المسلمين الصادقين .وما ينقض عهده مع الله أو الناس إلا المنافقون والخائنون .