قوله:{والَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ} وهذه صفة ثانية للمؤمنين الصادقين الأوفياء .وهي الصلة .وفي المراد بها تفصيل وخلاف .والظاهر أن المراد بالصلة ما يتناول كل وجوه المعروف والإحسان للناس ؛كصلة الأرحام ،والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين ،وصلة الإخوان في الدين ،وتكريمهم والعطف عليهم ومواساتهم وبذل العون لهم ،ومراعاة حق الجيران والأصحاب ؛فقد أمر الله بتوثيق الصلة بين المسلمين وهؤلاء فما من مسلم إلا وهو منوط به مراعاة أولي الحقوق جميعا ،من أولي قربى أو جوار أو صحبة أو حاجة .
قوله:{وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ} وهذه صفة ثالثة للمؤمنين الصادقين ،وهي أنهم يخشون الله فيتبعون أوامره ويجتنبون نواهيه ،ويراقبونه في كل الأحوال ،ليعبدوه تمام العبادة ،ولا يشركون به شيئا من الأنداد .وهم كذلك خائفون من حساب الله يوم الحساب .يوم تتكشف الأوراق والصحائف ،وتظهر المخبوءات والأسرار ليجازي الله عباده بما فعلوه .