{وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ} من العلاقات الإنسانية على مستوى الأرحام والجيران والمؤمنين ،والمستضعفين الذين يحتاجون إلى الرعاية .أما كيفية الصلة ،فلا يمكن تحديدها في أسلوب أو وسيلة ،بل تشمل كل الإمكانات التي تجلب لهم النفع وتدفع عنهم الضرر ،وتسهّل لهم سبل الحياة ،وترفع مستواهم في كل جوانب المعرفة والعمل .وعلى ضوء ذلك ،نستوحي أن المؤمنين لا يعيشون اللاّمبالاة والعزلة عن الناس من حولهم ،بل يلتصقون بالمجتمع من موقع المسؤولية التي فرضها الله على الناس في التواصل والتبادل والتراحم والتعاطف ،الذي يجعل الحياة وحدةً روحيةً وعمليةً على طريق الله .
{وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ} ،فيدفعهم خوفهم من الله إلى الالتزام بأوامره ونواهيه ،ومراقبته في كل شيءٍ في السرّ والعلانية ،ويقودهم خوفهم من الحساب الدقيق الذي يلاحق كل أعمالهم السيئة بالتدقيق والمحاسبة ،إلى الانضباط في خط السير ،فلا ينحرفون تحت تأثير شهوةٍ ،ولا يسقطون تحت رحمة نزوة ،بل يتوازنون في موقفهم الإيماني أمام المسؤولية .