قوله تعالى:{أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} الاستفهام للإنكاري .والمعنى المراد بيانه: أنه لا يستوي من آمن بالله وبما أنزل على رسوله فصدقه وأطاعه واتبع النور الذي أنزل معه –لا يستوي هذا ومن جحد واستكبر وصد الناس عن دعوة الحق وأبي غلا العتو والكفران .إنهما لا يستويان البتة!أنى للماء الطهور الصافي ،والزبد الطائش المنتفش أن يستويا ؟!وأنى للجوهر الصافي المستصفي الثمين والخبث المنتفخ الفاسد أن يستويا ؟!
أنى للعالم البصير ذي الفكر السديد والفطرة السوية السليمة ،أن يستوي ومن هو ضال أعمى ،دو قلب موصد وطبع كز ،وفطرة سقيمة ملتوية ؟!إنهما لا يستويان .وقيل: نزلت في حمزة وأبي جهل .وهذان صنفان من الناس مختلفان اختلاف الحق والباطل .فأولهما ودود وطيب وسجيح ،والآخر فاسد وكز ولئيم .
قوله:{إنما يتذكر أولوا الألباب} إنه لا يتدبر هذه الآيات المؤثرة الكريمة فيزدجر ويعتبر ،أو يتعظ ويذكر فيبادر التصديق والانقياد لأمر الله وشرعه إلا أولو العقول السلمية{[2345]} .