قوله تعالى{أفمن يعلم أنّما أنزل إليك من ربّك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكّر أولوا الألباب}
قال ابن كثير: يقول تعالى لا يستوي من يعلم من الناس أن الذي{أنزل إليك} يا محمد{من ربك} هو الحق أي: الذي لا شك فيه ،ولا مرية ،ولا لبس فيه ،ولا اختلاف فيه ،بل هو كله حق يصدق بعضه بعضا ،لا يضاد شيء منه شيئا آخر ،فأخباره كلها حق ،وأوامره ونواهيه عدل ،كما قال تعالى:{وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا} أي: صدقا في الإخبار ،وعدلا في الطلب ،فلا يستوي من تحقق صدق ما جئت به يا محمد ومن هو أعمى لا يهتدي إلى خير ولا يفهمه ،ولو فهمه ما انقاد له ولا صدقه ولا اتبعه كقوله تعالى{لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون} .