{* أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب19} .
التفسير:
تأتي هذه الآية في أعقاب مثل ضربه للحق والباطل ؛فالحق يشبه الماء والمعادن النفيسة الخالصة من الشوائب ،والباطل يشبه الزبد والرغوة التي تعلو فوق ماء السيل ،أو خبث المعادن الذي يرتفع فوقها عند صهرها .
وهنا يبين القرآن: أن المستفيد بضرب الأمثال ،هم أصحاب العقول المستنيرة ،والقلوب النظيفة الذين يؤمنون بالله ويستجيبون لداعي الهدى ،ولا يستوي أبدا البصير صاحب البصيرة ،والأعمى الذي انطمس بصره وبصيرته .
19{أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى ...} .
أي: أيستوي في الجزاء مؤمن وكافر ؟!.
فالمؤمن استجاب للحق وآمن به وأشرق قلبه بالهدى ؛{أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه} .( الزمر: 22 ) .
والكافر ضل عن الحق ،وانطمست بصيرته ،فلم يستفد بأنوار الهداية ،ولم يسترشد بنور الرسالة المحمدية .
قال قتادة:
هؤلاء قوم انتفعوا بما سمعوا من كتاب الله وعقلوه ووعوه ،وهؤلاء كمن هو أعمى عن الحق ،فلا يبصره ولا يعقله .
{إنما يتذكر أولوا الألباب} .أي:إنما يعتبر بهذه الأمثال ويتعظ بها ،ويصل إلى لبها وسرها ؛أصحاب العقول السليمة ،والقلوب المشرقة بنور الإيمان .