إنّ هذه الآيةوكما يذهب إليه بعض المفسّرينتحثّ الناس على طلب العلم ومحاربة الجهل ،لأنّها تعدّ الفرد الفاقد للعلم كمن هو أعمى .ثمّ بيّن سيرة اُولي الألباب من خلال ذكر صفاتهم الحميدة ،وأوّل ما أشار القرآن إليه وفاؤهم بالعهد وعدم نقضهم له ( الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق ) .
إنّ «عهد الله » له معنى واسع ،ويشمل العهود الفطرية التي عاهدوا بها ربّهم كالفطرة على التوحيد وحبّ الحقّ والعدالة ،والمواثيق العقليّة التي يدركها الإنسان من خلال التفكير والتعقّل لعالم الوجود ،والمبدأ والمعاد ،وتشمل كذلك العهود الشرعيّة ،وهي ما عاهدوا الرّسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليه من الطاعة للأوامر الإلهيّة وترك المعاصي والذنوب .
وتشمل هذه المجموعة كذلك الوفاء بالعهد بين الأفراد ،لأنّ الله سبحانه وتعالى أوصى بها ،بل تدخل ضمن الوفاء الشرعي والميثاق العقلي .