وقوله:{الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وويل للكافرين من عذاب شديد} .( الله ) ،يقرأ بالجر والرفع .فالجر على أنه بدل من قوله: ( العزيز الحميد ) والرفع على أنه مبتدأ وما بعده خبر .وقيل: خبر لمبتدأ محذوف وتقديره: هو الله الذي له ما في السماوات{[2365]} .والمعنى: أن الله له ملكوت السماوات والأرض وما فيهن .ذلكم الله العظيم في جلاله وملكوته وسلطانه ؛حقيق بالإقرار له بالألوهية مستوجب للعبادة والطاعة والامتثال له وحده دون أحد سواه ( وويل للكافرين من عذاب شديد ) ذلك وعيد من الله للمكذبين الذين يجحدون كتابه الحكيم ،ويجانبون صراطه القويم ،ويأبون إلا الضلال واتباع الشهوات والهوى ،أولئك لهم الويل .وهو مصدر غير مشتق ومعناه الهلاك .وقد يستعمل للتحسّر .وقيل: واد في جهنم يهوي فيه الجاحدون والمكذبون المضلون .ويل لهؤلاء ( من عذاب شديد ) وهو عذاب الآخرة حيث النار وبئس القرار .وقيل: المراد عذاب الدنيا والآخرة ؛فالله معذب الكافرين المضلين في الدنيا بمختلف أنواع العذاب من أهوال وأسقام ومخاوف وحروب ،ثم يصيرون بعد ذلك إلى عذاب البرزخ ( القبر ) الذي يفضي فيما بعد إلى عذاب الآخرة بفظائعها وشدائدها العظام{[2366]} .