قوله:{وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد} ذلك إعلان ظاهر ومجلجل{[2375]} بأن كفران قوم موسى والناس جميعا لا يعبأ به الله ولا يدركه به أيما نقص ؛فإن الله بكماله وعظيم سلطانه وجليل ملكوته وجبروته مستغن عن الخلائق كافة .ويستوي في ذلك ما إذا حمل الكفر في هذه الآية على مقابل الشكر وجحود النعمة ،أو على مقابل الإيمان من الشرك والعصيان ؛فالله جل جلاله في كل الأحوال غني عن العالمين ،وهو سبحانه المحمود المتعالي في جلاله وكبريائه{[2376]} .