قوله:{وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم ( 21 ) وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين ( 22 ) وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون ( 23 ) ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستئخرين ( 24 ) وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم عليم ( 25 )} .
( إن ) ،أداة نفي بمعنى ما .( من ) ،زائدة للتأكيد .أي وما من شيء من أرزاق الخلق إلا عندنا خزائنه .والخزائن جمع ومفرده الخزانة ،وهي اسم المكان الذي يخزن فيه الشيء أي يحفظ .ويقال: خزن الشيء يخزنه إذا أحرزه في حزائنه .وعامة المفسرين على أن المراد بالخزائن ههنا المطر ؛لأنه هو السبب للأرزاق والمعايش لبني آدم وغيرهم من الدواب والأنعام والطيور .والله سبحانه إنما ينزله حسبما يشاء ،وبقدر ما يكفي الخلق .
وقيل: إن ذكر الخزائن من باب التمثيل ،وعلى هذا يكون المعنى: ما من شيء ينتفع به العباد والدواب إلا ونحن قادرون على إيجاده وتخليقه ،وما نعطيه إلا بمقدار نعلم أنه مصلحة لهم .وبذلك قد ضرب الله الخزائن مثلا لإرادته المطلقة وحكمته البالغة واقتداره على صنع ما يشاء ،وذلك هو تأويل قوله: ( وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم ) .