قوله: ( وجعلنا لكم فيها معايش ) المعايش جمع ،ومفرده: المعيشة .وهي المطعم والمشرب الذي يعاش به ؛فقد ذلل الله الأرض للإنسان وجعلها صالحة لمعاشه فيجني منها في سهولة ويسر ما يحتاجه من طعام وشراب ولباس ومأوى .ذلك من نعم الله على الإنسان ؛إذ خلقه على هذا الكوكب وذلّل فيه من أسباب العيش السليم ما يجد فيه راحته وأمنه في هذه الدنيا إلى أن تحين ساعة الفراق بالموت والرحيل إلى دار البقاء .
قوله: ( ومن لستم له برازقين ) ( من ) ،يجوز أن تكون في موضع نصب ورفع .فالنصب بالعطف على قوله: ( معايش ) وقيل: منصوب بتقدير فعل وتقديره: جعلنا لكم فيها معايش وأعشنا من لستم له برازقين .
أما الرفع: فهو الابتداء ،وخبره محذوف{[2444]} .والمراد بمن لستم له برازقين: الدواب والأنعام والأولاد .ولفظ ( مَنِ ) ،يتناول من يعقل وما لا يعقل إذا اجتمعوا .والمعنى: أن الله جعل للناس في هذه الأرض معايش ولمن ليسوا له برازقين من العيال والدواب والأنعام والخدم وغيرهم ممن لا يرزقهم سوى الله{[2445]} .