{وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ} مما تأكلون وتشربون وتحفظون به حياتكم{وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ} من مخلوقات سخرناها لكم دون أن نجعل رزقها عليكم ،كالحيوانات وغيرها ،بل تكفلنا برزقها .
في هذا العرض السريع ،حيث تلتقي العظمة بالنعمة ،وتنطلق الحياة ضمن نظام متوازنٍ زاخرٍ بالروعة والجمال ،ويتحرك الإنسان في رعاية الله وحمايته التي تدبر كل شؤونه وأموره ،حتى يشعر بأن الحياة كلها له ،وفي خدمته ،ليشكره على ذلك من موقع الإحساس بضرورة الانسجام في حركته مع النظام الكوني الذي أراد الله أن لا يسيء إليه الإنسان ،بالانحراف عن غاياته ومقاصده ،وهكذا نجد في هذا الجو الكوني ما يدفع الإنسان إلى الشعور بالروحانية الفيّاضة بالرحمة واللطف الإلهيين ،ليرتبط بالله أكثر ،إحساساً بارتباط كل وجوده به ،في كل شيء ،ومع كل شيء .وبذلك يلتقي ،في داخله ،جانب الإحساس ،بجانب التصور في حالةٍ مشرقةٍ من وضوح الرؤية وسلامة الشعور .