قوله:{فوربك لنسألنهم أجمعين ( 92 ) عما كانوا يعملون ( 93 )} الضمير في ( لنسألنهم ) عائد إلى ( المقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين ) فإن الله عز وعلا يقسم بذاته أن يسأل هؤلاء المقتسمين عما كانوا يقولونه من اقتسام القرآن وعن سائر المعاصي .وبهذا يمكن جعل القول من عمل اللسان . فما قالوه في الاقتسام مندرج فيما كانوا يعملونه .
وقيل: الضمير عائد إلى جميع المكلفين .وبذلك فإن الآية تدل بعمومها على أن الله سائل الناس ومحاسبهم جميعا سواء فيهم الكافرون والمؤمنون إلا من دخل الجنة بغير حساب .فلسوف يسأل الله الناس جميعا عما عملوه ،ولا يسألهم سؤال استخبار واستعلام: هل عملتم كذا وكذا .فإن الله عليم بكل شيء ،ولكنه يسألهم سؤال تقريع وتوبيخ ،وهو قول ابن عباس{[2485]} .