قوله تعالى:{ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم} ،إن ربك يا محمد للذين عصوا الله وعملوا من السيئات والخطيئات ما عملوا ( بجهالة ) ،في موضع نصب على الحال ؛أي: عملوا ذلك جاهلين ،وليس مرادهم عصيان المولى ،ولكن غلبت عليهم شهوتهن .وقيل: كل من عمل السوء فإنما يعمله بالجهالة ،فإذا أناب هؤلاء إلى ربهم طائعين نادمين مستغفرين وأصلحوا بفعل الطاعات والحسنات ؛فإن الله من بعد توبتهم وإصلاحهم ( لغفور رحيم ) ،أي: يغفر لهم ما قد سلف من الخطايا والذنوب{[2627]} .