/م114
المفردات:
بجهالة: الجهالة هنا: الطيش ،وعدم التدبر في العواقب .
التفسير:
{ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم} .
تتكرر المعاني التي تفصح عن رحمة الله بعباده ،وقبول توبتهم ؛حتى لا ييئس إنسان من فضل الله ورحمته وقد فتح الله أبواب التوبة لكل تائب من اليهود أو من غيرهم ،وقد خصت الآية عمل السوء بجهالة ؛لأن المذنب عادة يكون واقعا تحت جهالة الشهوة أو الشباب أو الإغراء ،؟وليس معناه: أن من عمل السوء بدون جهالة لا يغفر الله له ،بل الآية تعبر عن الواقع والأكثر .
وقال مجاهد:
كل من عصى الله تعالى عمدا أو خطأ ،فهو جاهل حتى ينزع عن معصيته .
وقال ابن عطية:
الجهالة هنا بمعنى: تعدي الطور ،وركوب الرأس ،لا عدم العلم ،ومنه ما جاء في الخبر: "اللهم ،إني أعوذ بك أن أجهل أو يجهل علي "72 .
ومنه قول الشاعر:
ألا لا يجهلن أحد علينا *** فنجهل فوق جهل الجاهلينا
ومعنى الآية:
ثم إن ربك لكثير الغفران والرحمة ،لأولئك الذين أسرفوا على أنفسهم ،بالذنوب أو المعاصي ،أو الشرك أو ركوب مالا يليق ،بسبب الجهالة والطيش والسفه ،ثم ندموا وتابوا توبة صادقة ،وعملوا أعمالا صالحة ،فإن الله يتقبل توبتهم ،ويسجل لهم الحسنات في صحائف أعمالهم ،رأفة ورحمة بهم ،وفي هذا المعنى يقول الله تعالى:{نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم* وأن عذابي هو العذاب الأليم}( الحجر:50 ، 49 ) .
ويقول تعالى:{إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما}( الفرقان:70 ) .
ويقول تعالى:{إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين} ( البقرة:222 ) .
ويقول عز شأنه:{قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}( الزمر:53 ) .