/م114
{وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} .
لقد حرم الله على اليهود أنواعا من الحيوانات ؛عقوبة لهم وردعا لظلمهم ،كما قال سبحانه وتعالى:{فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم}( النساء:160 ) .
وعند المقارنة: نجد أن الله حرم على المسلمين الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله ،وهذا التحريم رأفة بنا ،وحفاظا على أجسامنا ،ولم يكن ذلك عقوبة على جريمة ارتكبناها ،أما ما حرم على اليهود فقد كان عقوبة لهم ،وقد سبق ذكر ذلك في سورة الأنعام ،حيث قال سبحانه وتعالى:{وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون}( الأنعام:146 ) .
{وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} .أي: أن الله تعالى لم يظلم اليهود بتحريم هذه الأشياء عليهم ،وإنما حرمها عليهم جزاء ظلمهم ،وعدوانهم في السبت ،وقولهم: قلوبنا غلف ،وتحريفهم الكلم عن مواضعه ،وإضافتهم للتوراة ما ليس منها ،وحذفهم بعض الحدود من التوراة ،مثل: الرجم للزاني المحصن عندما كثر الزنا في أشرافهم ،فاستبدلوه بعقوبة أخف ،ولم تتشرب قلوبهم روح التوراة ،بل اهتموا باللفظ دون المحتوى ،حيث قال تعالى:{مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا}( الجمعة:5 ) .