ولما ذكر تعالى ما حرمه علينا من الميتة والدم الخ ،بيّن ما كان حرمه على اليهود في شريعتهم مما ليس فيه أيضا شيء مما حرمه المشركون ،تحقيقا لافترائهم بأن ما حظروه لا سند له في شريعة سابقة ولا لاحقة ،فقال سبحانه:[ 118]{ وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون 118} .
{ وعلى الذين هادوا} ،يعني:اليهود ،{ حرمنا ما قصصنا عليك من قبل} ،أي:/ في سورة الأنعام في قوله تعالى{[5339]}:{ وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ،ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما ...} الآية ،{ وما ظلمناهم} ،أي:فيما حرمنا عليهم ،{ ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} ،أي:فاستحقوا ذلك .كقوله{[5340]}:{ فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا} وقد سلف لنا ما ذكروه في تفسيرها مما يجيء هنا ،فتذكر .قالوا:في الآية تنبيه على الفرق بينهم وبين غيرهم في التحريم .فإن هذه الأمة لم يحرم عليها إلا ما فيه مضرة لها .وغيرهم قد يحرم عليهم ما لا ضرر فيه ،عقوبة لهم بالمنع ،كاليهود .