قوله:{وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس} الأثقال جمع ثقل وهو المتاع الذي يثقل حمله .وهذه واحدة من الفوائد الكبيرة التي يجنيها العباد من الأنعام ،إذ تحمل أحمالهم الثقيلة ( إلى بلد ) أي بلد بعيد ،كاليمن أو الشام أو مصر بالنسبة لسكان الحجاز .وهذه المسافة في حسابات الأعراف الماضية كانت كبيرة فلا يقطعها المسافرون إلا بعد جهد بالغ ونصب شديد وهو قوله: ( لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس ) بكسر الشين ؛أي لا تصلون ما تبتغون من بلد بعيد إلا بمشقة الأنفس وإعيائها وتكليفها الجهد المضني .
قوله: ( إن ربكم لرؤوف رحيم ) رؤوف من الرأفة وهي أشد الرحمة{[2496]} .والله جل وعلا عظيم الرحمة بعباده ،ومما يكشف عن بالغ رحمته هذه: ما ذرأه لهم من صنوف المخلوقات مما جعله مذللا ميسرا لتحصيل المنافع للناس ،ومن بين ذلك الأنعام{[2497]} .