/م3
ثمّ يشير تعالى في الآية التي تليها إلى إحدى المنافع المهمّة الأُخرى فيقول: ( وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إِلاَّ بشق الأنفس ) وهذا مظهر من مظاهر رحمة الله عزَّ وجلّ ورأفته حيث سخر لنا هذه الحيوانات مع ما تملك من قدرة وقوّة ( إِنّ ربّكم لرؤوف رحيم ) .
«الشق »: ( من مادة المشقة ) ،ولكنّ بعض المفسّرين احتمل أنّها بمعنى الشق والقطع ،أيْ أنّكم لا تستطيعون حمل هذه الأثقال وإِيصالها إلى مقاصدكم إِلاّ بعد أنْ تخسروا نصف قوتكم .
ويبدو أنّ التّفسير الأوّل أقرب من الثّاني .
فالأنعام إِذَنْ: تعطي للإِنسان ما يلبسه ويدفع عنه الحر والبرد .وكذلك تعطيه الألبان واللحوم ليتقوت بها .وتترك في نفس الإِنسان آثاراً نفسية طيبة .وأخيراً تحمل أثقاله .
وبالرغم ممّا وصل إِليه التقدم التقني في مدنية الإِنسان وتهيئة وسائل النقل الحديثة ،إِلاّ أن سلوك كثير من الطرق لا زال منحصراً بالدواب .