قوله: ( ما عندكم ينفد وما عند الله باق ) ،( ما عندكم ) ،مبتدأ ، وخبره ( ينفد ) .والنفاد معناه الذهاب والفناء .ونفد ،بالكسر ،ينفد ،بالفتح ،نفادا ونفودا{[2603]} .وذلك إعلان رباني داو يثير الأذهان ويبعث على طول التدبر والاعتبار .وجملة ذلك: أن ما عندكم أيها الناس من مال وزخرف وزينة على اختلاف صورها وأشكالها وضروبها ؛فإنه داثر زائل .والأصل في ذلك أن هذه الدنيا بكليتها وبما حوته من أموال وخيرات تشتهيها الأنفس ليست إلا الحطام الذي سيفضي لا محالة إلى الفناء .لكن ما عند الله من جزاء أعده لعباده المؤمنين الصادقين الأوفياء لهو الدائم الباقي .
قوله: ( ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) ،أي: ليثيبن الله الذين صبروا على الفاقة وأذى الكافرين ،وعلى طاعة ربهم والتزام شرعه وأحكامه يوم القيامة بجزاء أحسن من أعمالهم .أو بأحسن ما كانوا يعملون من الأعمال دون أسوئها{[2604]} .