قوله: ( فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولى بأس شديد ) أي إذا جاء أولى المرتين من
إفسادكم ( بعثنا عليكم عبادا لنا أولى بأس شديد ) أي سلط ربكم عليكم جندا أشداء اولي قوة شديدة وهم أهل بابل بقيادة الملك الطاغية بختنصر .فبسبب طغيان بني إسرائيل وفسادهم هذه المرة ،سلك الله عليهم جيش بابل العتاة بقيادة المتجبر العاتي بختنصر ،فاستباحوا بيضتهم ،وأذلوهم شر إذلال ،وقهروهم أفظع قهر ،وكذلك أحرقوا التوراة وخرجوا المسجد ،وقتلوا أكثرهم وسبوا من بقي منهم .وذلك هو قوله: ( فجاسوا خلال الديار ) أي تخللوها فطلبوا ما فيها كما يجوس الرجل الأخباري أي يطلبها .جاس ،جوساً وجوساناً: تردد .جاس الشيء: طلبه بالاستقصاء ،ووطئه وداسه .وجاسوا خلال الديار: ترددوا بينها بالإفساد وطلبوا ما فيها{[2641]} .والمراد ههنا: أنهم طافوا بين الديار يطلبونهم ويقتلونهم ذاهبين جائين .
قوله: ( وكان وعدا مفعولا ) أي كان هذا العقاب من الل قضء كائنا لا محالة .