قوله:{فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا} ظلت مريم ملتزمة بالوفاء بصيامها عن الكلام ،فأشارت إلى ولدها عيسى أن يكلمهم فغضبوا واستنكروا ذلك منها ظانين أنها تسخر منهم وتزدريهم ،فقالوا لها متهكمين مستشاطين ( كيف نكلم من كان في المهد صبيا ) ( كان ) بمعنى حدث أو وقع فيكون ( صبيا ) منصوبا على الحال .
وقيل: بمعنى صار فيكون ( صبيا ) منصوبا على أنه خبر صار ،ولا يجوز أن تكون ( كان ) هنا الناقصة ؛لأنه ليس من اختصاص لعيسى في ذلك ؛فإنه ما من أحد إلا كان صبيا في المهد يوما من الأيام .وإنما العجب ممن يتكلم وهو في المهد صبي{[2896]} .والمعنى: كيف نكلم من هو في مهده في حال صباه وهو لا يتكلم ؟