{فأَشَارَتْ إِلَيْهِ} بكل هدوء ووداعة وقوة ،ليكلموه ،وليسألوه ،لأنها لا تملك أن تتحدث إليهم ،وفاءً بنذرها صوم الصمت .وخيل إليهم أنها تهذي ،أو أنها تسخر بهم ،{قَالُواْ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً} فهل ينطق مثله لينطق هو بالجواب ،وما قدر ما يحسن إذا كان يستطيع النطق ؟ولكن انتظارهم لم يطل ،وجاءتهم المفاجأة من حيث لا ينتظرون ،في ما يشبه الصاعقة ..فقد بدأ الطفل الرضيع توضيح الموقف بكلام واضح صريح .