{الْكِتَابَ}: الظاهر أن المراد به هنا: الإنجيل .
{قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وجعلني نَبِيّاً} وهكذا أخذ يتحدث إليهم عن صفته المستقبلية ،في ما يريد الله له أن يمارسه من دور ،أو يقوم به من مسؤولية ،فهو ،مهما أحاط خلقه وقدراته من أسرار ،لا يبتعد عن كونه عبداً لله ،لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً إلا به ،ولا يتحرك في أي وضع غير عادي إلا بإذنه ،فلا مجال للغلو والارتفاع به فوق مستوى البشرية ،عند النظر إليه في المستقبل .وهو من موقع عبوديته لله ،يتحرك في خط النبوة التي أكرمه الله بها ،ويحمل الإنجيل وهو الكتاب الذي يتضمن رسالة الله ووحيه ،تلك هي صفة عيسى( ع ) الواقعية ،التي يعيش فيها بشرية الإنسان ،ورسالية النبي ،وحركة الوحي في الدعوة .