{وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ} البركة هي نماء الخير في حياة الناس في ما ينفع البلاد والعباد ،وعيسى( ع ) كان مباركاً ،لما يقدمه للناس من علمٍ نافعٍ يرفع مستواهم ،وعمل صالح يغني وجودهم ،وينمّي حركتهم ،ويحقق لهم مواقع القوة ويحيطها بدائرة أخلاقية تحميها من الانحراف ،وتحمي الآخرين من عدوانها .
{وأوصاني بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً} وفي ذلك إشارةٌ إلى عمق هذين العنوانين البارزين في شريعة عيسى( ع ): الصلاة بما تؤمنه من سمو الروح عبر ارتفاعها إلى آفاق الله ،والزكاة بما تفرضه من احتواء للحرمان الإنساني بالدعم والمساعدة قربة إلى الله .حيث يصبح السمو في آفاق الله مقدمةً للانطلاق إلى الواقع من الموقع نفسه .وهكذا يلتقي الجانب السماوي بالجانب الروحي في مضمون كل الرسالات .